التسويف المرتبط بالقلق النفسي من الظواهر النفسية والإدراكية الشائعة بين الناس وخاصة الشباب والتي لها تأثير سلبي في تحقيق الأهداف والمهام سواء في حياتهم الدراسية والعملية أو حياتهم الأسرية والاجتماعية، وخلال مقالنا التالي سنجيب على أهم سؤال يراود العديد من الأشخاص هل هناك علاقة بين التسويف والقلق النفسي؟
ما العلاقة بين التسويف والقلق النفسي؟
هناك علاقة وطيدة بين التسويف والقلق النفسي فقد يؤدي كل منهما إلى الآخر وذلك من خلال مجموعة من الأمور والعوامل التي سنوضحها خلال النقاط التالية:
مشاعر القلق التي تؤدي إلى التسويف
- الأفكار والمشاعر السلبية التي تصاحب القلق قد تكون محفزًا من أجل تأجيل الشخص لبعض المهام والأهداف التي كان يرغب في تحقيقها.
- مشاعر الكمال قد تسبب في التسويف لخوف الشخص من عدم تحقيق الأهداف والمهام التي يرغب في الوصول لها بشكل مثالي.
- القلق النفسي قد يسبب إرهاق جسدي وعقلي مما يجعل الشخص يؤجل بعض المهام والاستمرار في التسويف فيها خاصة الأهداف والمهام المملة والصعبة.
- الخوف من الفشل في المهام قد يسبب الكثير من القلق والذي يؤدي إلى تسويفها بالكامل وتجنبها وعدم السعي فيها.
مشاعر التسويف التي تؤدي إلى القلق
- يعتبر التسويف في بعض الأعمال والأهداف وعدم إنجازها السبب الرئيسي في مشاعر الفشل وزيادة الاكتئاب وهذا يعتبر بداية للإصابة بقلق نفسي.
- يؤدي التسويف بعض المهام والأهداف إلى زيادة مشاعر القلق والتوتر نتيجة التداعيات التي قد تحدث لعدم إتمامه لها.
- يؤدي التسويف إلى الشعور بالإحباط واحتقار الذات لعدم القدرة على الانتهاء من بعض المهام مما يكون حافزًا لمشاعر القلق.
ما الطرق الفعالة للتعامل مع القلق لمنع التسويف؟
هناك مجموعة من الطرق التي يمكن اتباعها من أجل التعامل مع القلق أو التخلص منه وذلك لتجنب الإصابة بالتسويف، ومن أهمها:
طرق لتهدئة القلق
- يمكن اتباع بعض الاستراتيجيات النفسية من أجل تهدئة وتخفيف القلق مثل التحدث عن بعض المشاعر والأفكار السلبية وممارسة بعض تمارين التنفس أو اليوغا.
- تغيير نمط الحياة اليومية مثل اتباع أنظمة غذائية صحية والحصول على النوم الكافي والمشي على الأقل لمدة نصف ساعة يوميًا والابتعاد عن أي مسببات للقلق والتوتر.
- مشاركة المشاعر والأفكار مع الأشخاص المقربين كالأصدقاء وأحد أفراد العائلة وذلك من أجل تخفيف الضغط الناتج من التوتر والقلق.
طرق للتخلص من التسويف
- تحديد الأهداف والمهام التي يرغب الشخص في إنجازها.
- تقسيم هذه المهام إلى أهداف صغيرة وترتيبها وفقًا لصعوبتها أو الأكثر أولوية.
- تنظيم الوقت لكل مهمة ووضع مدة محددة للانتهاء منها.
- تغيير بعض المهام إلى ألعاب أو إلى تقنيات تسهل عملية الإنجاز.
- خلط بعض المهام الصعبة بالمهام الممتعة من أجل تقليل الشعور بالتسويف.
- الحصول على الدعم النفسي الذاتي عن طريق تقديم مكافأة ذاتية عند إنجاز أحد المهام.
- يمكن طلب المساعدة في حالة الشعور ببعض الصعوبة في إنجاز الأهداف أو المهام.
كيف أقدم الدعم لنفسي للحد من القلق والتسويف؟
تقديم الدعم النفسي يعتبر من الأمور المهمة التي تساعد على التخلص من القلق والتسويف وذلك عن طريق تحديد الأفكار التي تسبب القلق وتزيد من الرغبة في التسويف وتقسيم المهام إلى أجزاء أصغر من أجل تحقيقها بشكل أكثر كفاءة وتركيز ومكافأة الذات بشكل دوري، كما يمكن ممارسة بعض أنواع الرياضات أو تقنيات الاسترخاء بشكل يومي قد يحد من مشاعر التسويف الناتجة عن القلق، ويمكن طلب المساعدة من الأشخاص القريبين أو من مختص في حالة الفشل في الدعم النفسي الذاتي.
متى يجب طلب المساعدة النفسية بسبب التسويف؟
التسويف من الحالات الإدراكية التي لها تأثيرات عديدة وعلامات التي يمكن بسببها طلب المساعدة النفسية من المختص للتعرف على أسباب التسويف وفهم جذورها ووضع خطط علاجية للتخلص منها، ومن أهمها:
- التأثر السلبي على حياة الشخص بشكل عام سواء في العمل أو في الدراسة أو في الأسرة أو مع الأصدقاء.
- زيادة معدل الاضطرابات النفسية التي قد يتعرض لها الشخص الذي يعاني من التسويف مثل القلق الحاد والاكتئاب.
- الفشل في جميع المحاولات لإنجاز المهام وتكرار التعرض للتسويف.
- المعاناة من الإرهاق والتعب العقلي والجسدي.
- الشعور بالذنب وتحقير الذات لعدم القدرة على إنجاز المهام وتسويفها.
