بحث كامل عن تلوث الهواء
تلوث الهواء
عندما تنبعث الملوثات مثل الغازات المتنوعة، الجزيئات الصغيرة الصلبة، والقطرات السائلة في الهواء بكميات كبيرة تفوق قدرات البيئة على التعامل معها، يحدث التلوث الجوي.
هذا الإفراط في الملوثات قد يؤدي إلى مجموعة من المعضلات الصحية للإنسان، بالإضافة إلى التأثيرات السلبية على الاقتصاد وحتى على المظهر العام للمكان.
تاريخيًا، لم تكن قضية التلوث الجوي بالأمر الجديد حيث تم تسجيل حالات منه منذ العصور الوسطى، وقد ازدادت وقائعه المؤلمة بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
مصادر تلوث الهواء
انبعاثات الوقود الأحفوري
تسهم الانبعاثات الصادرة عن حرق الوقود الأحفوري بشكل كبير في تلوث الهواء.
هذا النوع من الوقود يشمل النفط والفحم وغيرهما، ويتم استخدامه في مختلف المنشآت مثل محطات الطاقة والمصانع ومحارق النفايات، بالإضافة إلى الأجهزة التي تعتمد على الاحتراق في توليد الحرارة.
تُساهم الصناعات بنسبة 21% من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة، الأمر الذي يُحتّم النظر إلى طرق التقليل من هذا الرقم.
أما فيما يخص توليد الكهرباء، فإنه يُشكل 31% من إجمالي هذه الغازات، بحسب تقارير علمية.
المركبات التي تعمل بالبنزين تُطلق ملوثات عديدة مثل ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون، وأكاسيد النيتروجين، وبخار الماء، والجسيمات الدقيقة في الجو، وهي بذلك تُعد من العوامل الرئيسية لتلوث الهواء.
بالإضافة إلى ذلك، تُشير الأبحاث إلى أن قطاع النقل ينتج أكثر من نصف كمية أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين، وأكثر من ربع الهيدروكربونات المنبعثة في الجو في الولايات المتحدة، مما يؤكد على حجم التأثير البيئي لهذا القطاع.
الزراعة وتربية الماشية
تسهم الأنشطة الزراعية وتربية الحيوان في إنتاج نسبة كبيرة من الغازات الدفيئة، حيث تبلغ هذه النسبة حوالي 24% من إجمالي الانبعاثات السنوية وفقاً لتقارير لجنة دولية معنية بالتغير المناخي.
من بين العوامل المساهمة في هذه الانبعاثات، تبرز مشكلتان رئيسيتان: أولاً، إفراز غاز الميثان من الأبقار والأغنام وغيرها من الحيوانات المزروعة، وثانياً، الحاجة إلى فتح مساحات رعي جديدة التي تؤدي إلى إزالة الغابات.
الأشجار، التي تُقطع بهدف توسيع المراعي، تلعب دوراً حاسماً في امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الجو وتحسين نوعية الهواء.
من المهم الإشارة إلى أن التقديرات المذكورة لا تشمل الكمية الفعلية لثاني أكسيد الكربون التي تتمكن الأنظمة البيئية من إزالتها من الغلاف الجوي.
النفايات
النفايات تعتبر من أبرز مصادر تلوث الهواء. تسهم مدافن النفايات في إطلاق غاز الميثان، وهذا الغاز يندرج ضمن الغازات الدفيئة التي تساهم في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.
كما أن الميثان يشكل خطراً بسبب قابليته العالية للاشتعال وإمكانية تسببه في حالات الاختناق.
مع تزايد أعداد السكان، يزداد إنتاج النفايات، مما يتطلب توفير أماكن أكثر لدفن هذه النفايات بعيداً عن المناطق الحضرية لتقليل الأثر البيئي والحفاظ على جودة الهواء.
المصادر الطبيعية
في الغلاف الجوي، يوجد عدد من الجزيئات الدقيقة التي تنبعث من مصادر طبيعية متعددة.
من ضمن هذه الجزيئات، نجد ذرات الغبار وحبوب اللقاح التي تنقلها الرياح من سطح الأرض، بالإضافة إلى الأبواغ. كذلك، تساهم الرياح في إثارة الأتربة التي تتشكل بفعل التعرية.
على السواحل، تكون أملاح البحر حاضرة بكثافة في الهواء. وعلاوة على ذلك، توجد بقايا متناثرة من النباتات والحيوانات التي تشكل جزءًا من هذه الجزيئات.
من الجدير بالذكر أيضًا أن حرائق الغابات، التي تحدث بشكل متكرر في المناطق الريفية، تُطلق كميات كبيرة من المواد المجهرية في الجو.
العواصف الرعدية تنتج أكاسيد النيتروجين بكميات كبيرة، بينما تفرز الطحالب كبريتيد الهيدروجين فوق المحيطات. أما البيئات الرطبة فتسهم في إطلاق غاز الميثان.
إن النشاط البركاني يعتبر مصدرًا آخر يُطلق كميات وافرة من الغازات والجزيئات الصغيرة التي تؤثر في نوعية الهواء التي نتنفسها.
أنواع الملوثات
ملوثات الهواء الخارجي
تنقسم ملوثات الهواء في البيئات الخارجية إلى فئتين رئيستين، حيث تشمل الفئة الأولى تلك الملوثات التي تصدر مباشرة من المصادر المتنوعة مثل المصانع والسيارات وتنتقل إلى الهواء مباشرةً.
فيما تشير الفئة الثانية إلى الملوثات التي تنشأ نتيجة تفاعلات كيميائية بين الملوثات الأولية داخل الغلاف الجوي نفسه، مما يؤدي إلى تكوين ملوثات جديدة لا تُطلق مباشرةً من المصدر.
ملوثات الهواء داخلي
فهي تنبعث من مصادر مختلفة كالمدافئ والمواقد ومواد البناء، حيث تطلق جسيمات أو غازات تؤثر سلبًا على جودة الهواء.
يؤدي ضعف التهوية داخل هذه المكان إلى تراكم هذه الملوثات، مما قد يفاقم من مشاكل الهواء الداخلي إذا لم يتم تجديده أو تنقيته من هذه الملوثات بشكل فعّال.
كما أن الارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة يمكن أن يزيد من تفاقم تركيز هذه الملوثات.
مقياس تلوث الهواء
- لتقييم نقاء الجو يُستخدم مؤشر جودة الهواء، وهو يقارن بميزان الحرارة من حيث أنه يتراوح بين 0 و500.
- تُراقب هذه الأداة مستويات التلوث الجوي؛ فعندما يكون المؤشر دون الـ50، يُعتبر الهواء نقيًا وآمنًا للأنشطة الخارجية دون أن يُسبب ضررًا للصحة.
- بينما تزداد المخاطر على الصحة كلما ارتفعت قراءات المؤشر، مما يستدعي المزيد من الحيطة والحذر.