هل التهاب الدم هو سرطان الدم
في واقع الأمر، البكتيريا التي تتواجد في الدم ليست مسؤولة عن حدوث سرطان الدم، ولا تعتبر هي نفس الحالة المرضية.
سرطان الدم يحدث نتيجة لعطل في كيفية تصنيع خلايا الدم وأدائها، والمشكلة تبدأ من مكان تكون هذه الخلايا، ألا وهو نخاع العظام. عادة ما تتكون الخلايا الجذعية في نخاع العظم وتنمو لتصبح أحد ثلاثة أنواع من الخلايا: الخلايا الحمراء، الخلايا البيضاء، أو الصفائح الدموية.
ما هو التهاب الدم؟
تتطور حالة التهاب الدم عندما تدخل ميكروبات مثل البكتيريا أو الفيروسات إلى الدورة الدموية. عند حدوث ذلك، يبدأ الجهاز المناعي بإطلاق مواد كيميائية تهدف إلى القضاء على هذه الميكروبات. ومع ذلك، قد يفرط الجهاز المناعي في استجابته مما يؤدي إلى إلحاق الضرر بأنسجة الجسم وأعضائه.
ماذا يحدث للجسم عند الإصابة بالتهاب الدم؟
عند تعرض الجسم لالتهاب الدم، يمكن أن يواجه تحديات صحية كبيرة ومنها انخفاض تدفق الدم للأعضاء الأساسية كالدماغ والقلب والكلى.
كذلك يمكن أن يؤدي هذا الالتهاب إلى تكون جلطات دموية في مناطق مثل الذراعين والساقين وأصابع اليدين والقدمين، مما يزيد من خطورة الوضع. أحياناً، يصل الأمر إلى فشل وظائف الأعضاء وموت الأنسجة، ما قد يسبب الغرغرينا في حالات مختلفة.
للتصدي لهذه السموم، يفرز الجسم مواد كيميائية لتنشيط جهاز المناعة، في محاولة لحماية الأعضاء والأنسجة من التلف.
ومع ذلك، يمكن أن يتهيج جهاز المناعة نتيجة هذا النشاط الزائد وقد يفشل في النهاية في مكافحة الالتهاب الدموي، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي للمصاب.
أنواع التهابات الدم وأعراضه المختلفة
في الجسم البشري، تُصنف التهابات الدم إلى ثلاث درجات مختلفة من حيث شدتها:
أولًا، الالتهاب المعتدل، حيث يعاني المصاب من ارتفاع في درجة حرارته تصل إلى 38.5 درجة مئوية، مع زيادة في معدل ضربات القلب وسرعة التنفس.
ثانيًا، الالتهاب الحاد، يتميز بتقليل الجسم لإنتاج البول، مما يؤدي إلى قلته، وأيضًا انخفاض في عدد الصفائح الدموية، وفشل القلب في أداء وظيفته بكفاءة في ضخ الدم، بالإضافة إلى تجربة الألم في منطقة البطن.
ثالثًا، الصدمة الإنتانية، وهي الأكثر خطورة بين الأنواع، حيث يعاني المريض من انخفاض حاد ومفاجئ في ضغط الدم، وتسمم الدم الذي ينتشر في الجسم بصورة واسعة، مما يشكل تهديدًا كبيرًا لحياة الفرد.
أسباب التهاب الدم
التهاب الدم ينشأ لأسباب متعددة، منها الإصابة بالالتهاب الرئوي الذي يؤثر على الرئتين. كما أن العدوى التي تحدث داخل البطن تعد من العوامل المسببة لهذا الالتهاب.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسهم التهاب الكلى في حدوثه. أيضًا، عدوى مجرى الدم، المعروفة بتجرثم الدم، هي من بين الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى التهاب الدم.
علاج التهاب الدم
يُعد التهاب الدم حالة صحية خطيرة تحتاج إلى عناية طبية مباشرة لاحتمال تحولها إلى صدمة إنتانية تهدد الحياة. علاج هذه الحالة يشمل عدة استراتيجيات فعالة، منها:
استخدام المضادات الحيوية عبر الوريد، حيث يتم اختيار النوع المناسب بناءً على العدوى التي أسهمت في نشوء التهاب الدم.
- تناول أدوية خاصة لزيادة ضغط الدم إذا كان متدنياً للغاية.
- تقديم الإنسولين للمساعدة في استقرار مستويات السكر والكهارل في الدم
- استخدام الستيرويدات القشرية لدعم الاستجابة العلاجية.
- توفير مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع المصاحبة للحالة.
علاج التهاب الدم غير الدوائي
في بعض الأحيان، يتطلب علاج التهاب الدم عدة تدخلات طبية بالإضافة إلى العلاج بالعقاقير. يشمل ذلك:
– إعطاء السوائل الوريدية المحتوية على ملح لمعادلة ضغط الدم ودعم عمل الكلى.
– استخدام أجهزة الدعم التنفسي لمساعدة المرضى الذين يعانون من نقص الأكسجين أو الفشل التنفسي.
– تطبيق غسيل الكلى في الحالات التي يشهد فيها المريض فشل كلوي.
كيف يمكن الوقاية من التهاب الدم؟
للحد من خطر الإصابة بالتهاب الدم الذي ينتقل عبر العدوى، قد تساهم عدة إجراءات في تعزيز دفاعات الجسم وحمايته:
– التزامك بجدول التطعيم الموصى به في بلدك والتشاور مع الطبيب حول اللقاحات التي يمكن أن تحميك خاصة إذا كنت عرضة للإصابة بالعدوى بشكل متكرر.
– الحرص على النظافة الشخصية يعد خطوة مهمة تتمثل في غسل اليدين بانتظام والعناية بالاستحمام بشكل دوري للتخلص من أي جراثيم قد تتراكم على الجسم.
– الإسراع في طلب العلاج الطبي فور الشعور بأي من أعراض العدوى، مما يساعد في معالجتها قبل أن تتفاقم أو تنتشر إلى مناطق أخرى من الجسم.