شرح حديث لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه؟
يتحدث المؤلف عن حديث روى الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”. هذا الحديث يعني أنه لا يمكن لشخص أن يعتبر نفسه مؤمنًا بالإيمان الحقيقي حتى يكون لديه هذا الحب لأخيه، أن يُحِب ما يُحِبّ لنفسه ويُكرَه لأخيه ما يكره لنفسه. المؤمن الحقيقي هو من يعامل إخوانه بهذه المعاملة، ولا يغشهم أو يخونهم أو يكذب عليهم أو يعتدي عليهم، فعندما يكون لديه هذا الحب لأخيه يتجنب فعل المكروه ضده.
لذلك، من الواجب على المسلم تربية نفسه على أن يحب لإخوانه ما يحب لنفسه، وذلك حتى يصل إلى درجة الإيمان الحقيقي. فعلى المسلم أن يُحِبَّ لإخوانه ما يُحِبَّ لنفسه، حتى يتحقق لديه الإيمان. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله في حديث آخر: “من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلْتَأْتِهِ مَنِيَةُ مَنَيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ باللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَيُحِبُّ أَنْ يَأْتِيَ إِلَى النَّاسِ مَا يُؤْتَى إِلَيْهِ”. حقق الإنسان أولًا حق الله ثم حق العباد. عندما تأتي الموت إليك وأنت تؤمن باليوم الآخر وتحب أن يأتي لأخيك ما تحب أن يأتي إليك.
إن هذا الحديث يشير إلى وجوب نصر المظلوم والظالم على هذا الوجه الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم، ويستدل به على أهمية حماية حقوق الآخرين وتقديم المساعدة لهم في حالة الظلم.
