تجربتي مع تكميم
تجربتي مع تكميم المعدة كانت رحلة تحول حقيقية على المستوى الجسدي والنفسي على حد سواء، بدأت هذه الرحلة بعد سنوات طويلة من المعاناة مع الوزن الزائد ومحاولات فقدان الوزن المتكررة دون جدوى.
كان القرار باللجوء إلى جراحة تكميم المعدة ليس بالأمر السهل، ولكن بعد استشارة العديد من الأطباء المختصين والتفكير المعمق في جميع الخيارات المتاحة، أدركت أن هذا الخيار يمثل أملي الأخير للتغلب على مشكلة السمنة المفرطة التي تؤثر سلباً على صحتي وجودة حياتي.
منذ اللحظة الأولى لاتخاذي قرار إجراء الجراحة، بدأت رحلة التحضير الجسدي والنفسي، حيث اتبعت نظاماً غذائياً محدداً وخضعت لفحوصات طبية شاملة للتأكد من أنني مرشح مناسب للجراحة.
كانت الجراحة نفسها تجربة محورية في حياتي، حيث أدت إلى تقليص حجم المعدة وبالتالي تقليل كمية الطعام التي يمكن تناولها، مما ساهم في فقدان الوزن بشكل ملحوظ.
التحدي الأكبر الذي واجهته بعد الجراحة كان يتعلق بتغيير نمط الحياة والعادات الغذائية. كان عليّ أن أتبع نظاماً غذائياً صارماً وأن أمارس الرياضة بانتظام لضمان الحفاظ على الوزن المفقود وتحسين صحتي بشكل عام.
هذا التغيير الجذري في العادات اليومية لم يكن سهلاً، ولكن بدعم من الأسرة والأصدقاء والمتابعة المستمرة مع الفريق الطبي، تمكنت من التغلب على هذه التحديات وتحقيق نتائج مذهلة.
اليوم، بعد مرور سنوات على الجراحة، أستطيع القول بكل فخر أن تجربتي مع تكميم المعدة كانت نقطة تحول في حياتي، لم تساهم هذه الجراحة في فقدان الوزن الزائد فحسب، بل أيضاً في استعادة ثقتي بنفسي وتحسين جودة حياتي بشكل عام.
أصبحت أكثر وعياً بأهمية الصحة واللياقة البدنية، وأدركت أن الإرادة والتصميم هما المفتاحان لتحقيق أي هدف.
عملية تكميم المعدة بالمنظار
تُجرى جراحة تصغير المعدة بالمنظار كأحد الحلول الفعّالة لمعالجة السمنة المفرطة. تُعرف هذه الجراحة أيضاً بمسميات مختلفة مثل القص الطولي للمعدة أو الاستئصال العمودي لها.
خلال هذا الإجراء، يقوم الجراحون باستخدام تقنيات متقدمة في المناظير لإجراء شقوق صغيرة في البطن حيث يُستأصل ما يقرب من 65% إلى 85% من حجم المعدة، مما يترك الجزء المتبقي من المعدة على شكل حرف “C” أو مشابه لشكل الموزة، ومن هنا جاءت تسمية العملية.
كيف تعمل عملية تكميم المعدة على فقدان الوزن ؟
في الطريقة الأولى لعلاج السمنة يتم تقليص حجم المعدة بشكل ملحوظ حيث يتم الإبقاء على نسبة تتراوح ما بين 15% إلى 35% من حجمها الأصلي؛ ونتيجة لذلك، تقل السعة الاستيعابية للمعدة من حوالي 1.5 لتر إلى نحو 300 ملليلتر أو أقل. هذا يجعل المريض يشعر بالشبع الكامل بعد تناول كميات قليلة من الغذاء.
تعتمد الطريقة الثانية على إزالة جزء من المعدة المعروف بأنه غني بالخلايا التي تفرز هرمون الجوع. هذا الإجراء يقلل من إفراز هذا الهرمون بشكل كبير، مما يجعل الشعور بالجوع يتراجع بعد الجراحة إلى مستويات قليلة. ك
ذلك، يحد الحجم المصغر للمعدة من كمية الطعام التي يمكن تناولها، مما يساعد المريض على إنقاص وزنه بفعالية أكثر. بالإضافة، تسهم التغييرات الهرمونية التي تحدث نتيجة الجراحة في تحسين الحالات الصحية المرتبطة بالسمنة مثل ارتفاع السكر في الدم وضغط الدم العالي وأمراض القلب.
الطريقة الثالثة تغير من طريقة امتصاص الجسم للسكريات، فضلاً عن زيادة سرعة إفراغ المعدة. عند تناول الأغذية السكرية، قد يعاني المريض من تقلصات قوية في البطن وأعراض انخفاض مستوى السكر في الدم، مما يحفز المريض على تعديل نظامه الغذائي والابتعاد عن السكريات.
مميزات عملية تكميم المعدة
- يُجرى تصغير المعدة بتقنيات جراحية دقيقة تعتمد على الأدوات الصغيرة التي تُدخل من خلال شقوق بسيطة في البطن، وهذا يسهم في تقليل الآلام بشكل ملحوظ مقارنة بالجراحات التقليدية.
- لا تتطلب هذه العملية وضع أنبوب من الأنف إلى المعدة أو تركيب درنقة بعد العملية، مما يعني أن مدة الإقامة في المستشفى والتعافي ستكون أقصر.
- تعد جراحة تكميم المعدة من أكثر الجراحات أمانًا لعلاج السمنة المفرطة، إذ تركز فقط على تقليل حجم المعدة دون المساس بمسار الطعام أو التأثير على عملية الامتصاص.
- هذه الخصائص تجنب المريض مخاطر التعرض لنقص الفيتامينات والمعادن، ما يعزز الحالة الصحية بشكل عام.
- تساهم هذه العملية، بفضل فعاليتها، في خسارة الأفراد لأكثر من 65% من وزنهم الزائد.
- كما تقدم فوائد صحية إضافية تشمل تحسن أو شفاء بعض الأمراض المرتبطة بالسمنة مثل السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، ومستويات الدهون والكوليسترول في الدم، بالإضافة إلى تحسن ظروف صحية أخرى كانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم والقدرة الجنسية.
عيوب عملية تكميم المعدة وكيفية تجنبها
في أعقاب إجراء عملية تقليص حجم المعدة، يظهر احتمال وجود بعض المخاطر الصحية التي قد تطرأ عاجلاً أو آجلاً. من الضروري اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من هذه المخاطر، وفي حال الإصابة بها، يتعين التصرف بحزم وسرعة لمعالجتها.
الآثار الجانبية لهذه الجراحة تشمل عدة نقاط مهمة يحتم علينا مراقبتها والتعامل معها بكل انتباه:
- احتمالية حدوث نزيف: في أعقاب إجراء جراحة تصغير المعدة، قد تواجه بعض المضاعفات مثل النزيف من الجزء الذي تم فصله من المعدة.
للوقاية من هذا النزيف، يُستخدم مجموعة من التقنيات الدقيقة تشمل اختيار الأدوات الجراحية الأنسب لكل حالة بعناية، بالإضافة إلى الحرص على تثبيت مستويات ضغط الدم في حدودها الطبيعية خلال العملية وفي فترة التعافي التالية لها. - احتمالية حدوث تسريب من الجزء المفصول من المعدة: في الغالب، تظل مخاطر تسريب المعدة بعد جراحة التكميم ضمن نطاق ضيق لا يزيد عن 1%، وفقًا لما جاء في الأبحاث المختلفة.
تحدث هذه المخاطر غالبًا نتيجة لعدم اختيار الأدوات الجراحية الملائمة أو استعمالها بشكل خاطئ، كما أن قدرة الجسم على شفاء الأنسجة قد تلعب دورًا في زيادة احتمالية التسريب إذا كانت ضعيفة. - احتمالية حدوث عدوى بالجروح: تُجرى جراحة تصغير المعدة بواسطة تقنية المنظار الحديثة، حيث تُستخدم أدوات دقيقة تُدخل من خلال شقوق صغيرة في البطن.
من الضروري أن تتم هذه العملية في غرفة عمليات مجهزة تجهيزًا كاملاً، وأن يلتزم المريض بالعناية الصحيحة بالجروح بعد الجراحة لتجنب أي التهابات قد تحدث. - احتمالية حدوث تجلط بالدم: يُعطى المرضى الذين يخضعون لعملية تكميم المعدة حقن لمنع تخثر الدم، وذلك قبل وبعد إجراء العملية، لضمان سلامتهم وتجنب مضاعفات التجلط.
- مشاكل نتيجة التخدير: في حالات نادرة، قد يعاني بعض المرضى من تحسس لأدوية معينة تستخدم في التخدير العام خلال عمليات تخفيف الوزن مثل جراحة تكميم المعدة.
للتعامل مع هذه الحالة، يقوم الأطباء المتخصصون في التخدير بإجراء فحوصات محددة للتأكد من تحمل المريض للأدوية المقرر استخدامها أثناء الجراحة، وذلك لضمان سلامته وتجنب أي مضاعفات قد تنجم عن رد فعل تحسسي. - القيء المستمر: قد يواجه بعض الأشخاص حالات من القيء المتكرر بعد إجراء جراحة تصغير المعدة، والسبب في ذلك يعود إلى تضيق في قناة المعدة.
للحد من هذه المشكلة، من الضروري استعمال الأدوات الدقيقة وتوفر الكفاءة العالية للجراح، الأمر الذي يسهم في إجراء العملية بطريقة تحافظ على انسيابية القناة المعدية وتمنع تضيقها. - سوء التغذية: عقب جراحة تصغير المعدة، يكون الشخص عُرضة لخطر التعرض لمشاكل التغذية إذا لم يلتزم بنظام غذائي متكامل.
قبل إجراء عملية تكميم المعدة
في حال تأهيلك لخضوع لجراحة تصغير المعدة، ستحتاج إلى اتباع بعض الخطوات التحضيرية الهامة. أولًا، من الضروري إجراء تحاليل طبية لتقييم الحالة الصحية وضمان السلامة أثناء الجراحة.
من المستحسن أيضاً الإقلاع عن التدخين، إذ يؤثر التبغ سلبًا على عملية الشفاء وقد يزيد من مخاطر المضاعفات الجراحية.
كما ينبغي الحرص على تناول كميات كافية من السوائل لتجنب الجفاف، لكن يجب الامتناع عن الطعام والشراب لمدة لا تقل عن ثماني ساعات قبل العملية لتفادي أي مضاعفات أثناء التخدير.
أثناء عملية تكميم المعدة
- عندما يصل المريض إلى غرفة العمليات، يتم تهيئته فورًا لإجراء عملية تكميم المعدة، والتي تستخدم فيها تقنيات المنظار الجراحي الحديثة.
- تتفاوت مدة هذه العملية بين المرضى، لكنها تمتد عادةً من نصف ساعة إلى ساعة كاملة.
- خلال هذه المدة، يعمل الجراح على فصل المعدة عن الأوعية الدموية التي تزودها بالغذاء، ومن ثم يقوم بتشكيل المعدة لتأخذ شكل أشبه بالكم أو القرطاس.
- قبل ختام الجراحة، يجري الجراح اختبارًا للتأكد من عدم وجود تسريبات. بعد الانتهاء، ينتقل المريض إلى غرفة الملاحظة حيث يجري مراقبة علاماته الحيوية لمدة تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة.
- عادة ما يستلزم الأمر بقاء المريض في المستشفى لليلة واحدة لضمان تعافيه بشكل مناسب.