تعريف الشعر وانواعه
الشعر هو أحد أبرز الفنون التي عرفها العرب منذ العصور القديمة، يتميز بكونه عبارة عن كلام مقفى وموزون يلتزم بمعايير وقواعد محددة.
إلى جانب وظيفته الجمالية، يُستخدم الشعر كسجل يحفظ تفاصيل عن الحياة العربية من ثقافة وتاريخ وأحداث مجتمعية.
قد تطورت ممارسات كتابة الشعر بمرور الوقت، حيث أغنى العرب هذا الفن بأساليب بلاغية مختلفة مثل الاستعارات والتشبيهات وأنواع أخرى من البديع.
مفهوم الشعر يشمل الألفاظ التي تُنظم بشكل إيقاعي يخدم فكرة أو معنى محدد، يمتد عبر سلسلة من الأبيات. يتميز الشعر عن النثر بأنه يُكتب بنية واضحة تراعي التوزيع الدقيق للأصوات والمعاني، ومن ثم يسهل حفظه وترديده بفضل هذه الخصائص.
أنواع الشعر عند العرب
تطور الشعر العربي عبر العصور ليشمل مجموعة متنوعة من الأغراض الشعرية، التي تجسد البيئة الاجتماعية والثقافية للشعراء. من هذه الأغراض:
الشعر التوصيفي: يتخذ الشاعر من الطبيعة، الأشخاص، أو الأماكن موضوعاً لنظم أبياته، مستخدمًا اللغة لرسم صور بلاغية غنية.
الشعر الإعجابي: في هذا النوع، يتغزل الشاعر في الصفات النبيلة للحكام أو الأشخاص المعنيين، أحيانًا بمبالغة لتحقيق أهداف سياسية أو اجتماعية.
الشعر الهجائي: يستخدم الشاعر قلمه لنقد شخص أو طائفة بسبب صفات سلبية أو مساوئ معينة، عبر استخدام السخرية أو النقد اللاذع.
الشعر النائحي: يرثي الشاعر من خلاله الأفراد الذين لهم مقامات رفيعة، معتمدًا على اللغة المؤثرة لبيان فضائل الفقيد ومناقبه.
شعر الغزل العذري: يزدهر هذا النوع بتصوير العلاقات العاطفية، مركزًا على جمال ومفاتن الحبيبة ومشاعر الحب والعشق.
شعر المفاخرة: ينقسم إلى الفردي، حيث يفخر الشاعر بنفسه، والجماعي الذي يعظم من شأن القبيلة أو المجموعة.
شعر البطولات: يحتفي بالمواقف الحربية وبطولات الأفراد فيها، وغالبًا ما يرفق بتكريم الأبطال وذم الأعداء.
الشعر السياسي: يعكس وجهات نظر الشاعر حول الأحداث السياسية، وقد ظهر هذا النوع مع العصر الجاهلي وتطور عبر الزمن.
شعر الزهد: يعبّر عن التقوى والرغبة في العيش ببساطة، مستلهما إلهامه من الفترة الإسلامية.
الشعر الحكمة: يقدم وجهات نظر وتأملات في الحياة، مشاركاً الخبرات والمواعظ بصيغة شعرية.
شعر رثاء المدن: يتحدث عن الكوارث أو الأحداث الجسام التي أثرت في المدن أو الدول، لافتًا إلى التغيرات السياسية والاجتماعية الناتجة عنها.
كل هذه الأنواع تضافرت لتشكيل تراث غني يعبر عن الفكر والمشاعر الإنسانية في الثقافة العربية عبر العصور.
ما هي خصائص الشعر؟
في الشعر، تُكون الأبيات الشعرية بتناغم يتبع إيقاعات وقافية معينة تضفي البهاء على النص. يجب على الشاعر أن ينتبه لتوزيع أوزان الكلمات بدقة عبر الأبيات للحفاظ على الإيقاع المطلوب.
فيما يتعلق بالقافية، فهي تكرار متناغم للأصوات في نهايات الأبيات الشعرية، مما يزيد من التآلف السمعي للقصيدة.
إضافة إلى ذلك، يحتاج الشعر إلى بناء منظم ومرتب للكلمات والصور والأفكار، حيث يتم الانضباط بنمط شعري يساعد في توصيل الرسائل بوضوح.
أما التعبير الشعري، يستعين الشعراء بألفاظ وصور فنية راقية تبرز الجمال الفني للقصيدة، وتخاطب الوجدان والحس البشري برقي.